کد مطلب:71199 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:259

خلافة أم إمامة











وما ذلك إلا لأن القضیة لا تقتصر علی أن تكون مجرد قضیة خلافة وحكم وسلطة فی الحیاة الدنیا، ولا هی قضیة: أن یحكم هذا، أو یحكم ذاك، لسنوات معدودة، وینتهی الأمر.. وإن كان ربما یقال: إن الذین تصدوا للحكم، واستأثروا به لأنفسهم قد قصدوا ذلك.

ولكننا نجد شواهد كثیرة قد لا تساعد علی هذا الفهم الساذج للأمور.

[صفحه 22]

وإنما هو یتجاوزه لما هو أهم وأخطر، وأدهی وأعظم، فقد عمل الحكام الأمویون علی تكریس مفهوم الإمامة والخلافة الإلهیة فی كل شخصیة تصدت للحكم. وذلك فی نطاق تقدیم العدید من الضوابط والمعاییر، المستندة إلی مبررات ذات طابع عقائدی فی ظاهره، یتم علی أساسها اضطهاد الفكر والاعتقاد المخالف، والتخلص من رجالاته بطریقة أو بأخری.

وقد سرت تلك المفاهیم المخترعة فی الناس، وأصبحت أمراً واقعاً، لا مفر منه ولا مهرب، ولا ملجأ منه ولا منجی. وتفرقت الفرق، وتحزبت الأحزاب، رغم أن غیر الشیعة من أرباب الفرق والمذاهب الإسلامیة یدَّعون شیئاً، ویمارسون شیئاً آخر، فهم یعتقدون بالخلفاء أكثر مما یعتقده الشیعة فی أئمتهم، ویمارسون ذلك عملاً، ولكنهم ینكرون ذلك، ولا یعترفون به قولاً، بل هم ینكرون علی الشیعة اعتقادهم فی أئمتهم ما هو أخف من ذلك وأیسر.



صفحه 22.